أرضنا أرض الحق والخير

لا أحد يشك أن هذا الوطن هو الأرض التي اختارها الله أن يبدأ انتشار الرسالة الخاتمة من ربّ العزة والجلال منها، وهو عزَّ وجلَّ «أعلم حيث يجعل رسالته»، فيرسل بها من شاء من خلقه، وفي أيّ أرض تكون، وكما قال الله تعالى: (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا القُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ* أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)، فجعل الرسالة في سيدنا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم-، وجعل انبعاثها في أرض مكة، وهي أحب أرض الله إلى الله ورسوله، فعم خيرها أرض الجزيرة كلها، حتى انضم بعضهم إلى بعض ينشرونها في بقاع الأرض كلها، وبلغت أقاصي الكون في كثير من الأحيان بلا حرب ولا قتال، ولا يزال يؤمن بهذا الدين من الناس الكثير في أقاصي الأرض، لأنَّه الحق الباقي حتى تقوم الساعة، وأوائلنا الذين نشروه في أرجاء الأرض، ودعوا الناس إليه على مر العصور، تركوا لنا من وسائل نشره والدعوة إليه ما لو استعملناه بحق لاحترمنا الناس في سائر العالم، وما تراجع شأن أمتنا إلاَّ عندما كففنا عن الدعوة إليه، بل وسهَّلنا الطريق لمن يدعونا إلى سواه أن يتجوَّل في كل أرضٍ إسلاميَّة، ونحن في حال الضعف، فما كان من الأمم إلاَّ وانتهزت الفرصة، وأخذت تنشر في بلداننا ما يشككنا في ديننا، ويدعونا لتركه، وينساق منا جاهلون يعاونونهم على ذلك، حتَّى رأينا من أبنائنا مَن يدعونا إلى ترك هذا الدِّين، ويُفضِّل عليه أفكارًا، ومذاهب بشريَّة عانت منها البشريَّة قرونًا، منذ العهود القديمة لأوروبا في الحضارة اليونانيَّة، ثمَّ الرومانيَّة وأخيرًا في عهود ما سموه عهد النهضة، وأصبح الناس يسمعون من يرشق بسهام ألفاظه المسمومة أحكام هذا الدِّين، ويسب ويشتم علماءه الأفذاذ، ويدعو لحرق كتب السُّنَّة والفقه والتفسير، وكل علم ينتسب للدِّين الحنيف، وآن الأوان للمخلصين من عباد الله الطائعين لأحكامه أن ينهضوا ويحكموا الرد المباشر على كلِّ مَن يسيء إلى دينهم ومحاسبته، وإلاَّ فإن الشر سيتطاول، ورغم أننا نؤمن أن لا أحد من هؤلاء سينتصر، إلاَّ أنَّ الواجب منعهم قبل أن يستفحل أمرهم، والله ولي الحق، والهادي إليه.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: