التدخل في شؤون الدول جريمة العصر

حتماً أن دول هذا العالم تختلف في ثقافاتها وأديانها وفي سياساتها الداخلية والخارجية، ولن تجد دولة تطابق الأخرى في سائر هذه المجالات، نعم قد يقترب بعضها مع بعض لما بينها من مشتركات، ولكنها دوماً لا تتطابق تماماً، ولا وسيلة إلى أن تتعايش الدول مع بعضها، إلا أن تحترم إحداها ما لدى الأخرى من كل هذه المفردات، وإلا أصبح العالم كله في احتراب دائم. ولمَّا ظهرت الدولة الحديثة المستقلة أصبح التعايش بين الدول من أهم الأمور التي تصوغ الدول علاقاتها مع الدول الأخرى عبره، بعيداً عن أن تتصور دولة منها أن لديها القدرة أن تجبر الدول الأخرى على أن تسلم لها فتكون ثقافتها ودينها وسياستها الداخلية والخارجية هي الأمثل والأفضل، وعلى الدول الأخرى أن تتخلى عن ما لديها من هذه المفردات، لتنفذ ما لديها من كل ذلك، على اعتباره هو وحده الذي يجب أن يسود العالم، وإذا اختلف ما لدى دولة من هذا معه، فإنها تشهِّر به وترى أن كل ما يطبقه في وطنه يجب التوقف عنه سواء أكان ثقافة هي ما صاغت وجه الحياة فيه، أو نظاماً سياسياً أو قانونياً او اجتماعياً، وإلا فهو نظام متخلف يجب ألا يوجد في أي بلد من العالم!!، لأن الأفضل والنموذج الأرقى هو ما عندها، وتجد التقارير تصدر عن هذه الدولة تباعاً تنتقد هذه الدول، خاصة دولاً شرقية عربية أو مسلمة، وهي ولاشك تختلف عن نظم هذا النموذج، التي جعلت من نفسها هادية لكل دول العالم الى النماذج الأفضل والأرقى، وماسواها نظمٌ متخلفة يجب أن تصغى السمع لما تخترعه لها من الأفضل من نظمها!، فان لم تستجب فالوسيلة الأهم أن يُشنَّع عليها بما يسمى حقوق الإنسان وبعضها جرائم على الإنسان ولاشك كالسماح للمثلين بكل قذارتهم أن يزاحموا المواطنين الذين ارتقوا وسموا بفعلهم عن هذا الفعل القبيح، وشنعت على الدول التي تمنع هذه الممارسة على أرضها بأنها دول سجلها أسود في حقوق الإنسان. ومن يجرم في حق وطنه وأهله وينشر في مجتمعه ما لا يرضاه من النظريات السوداء فهو صاحب سجل أسود يحارَب لأنه لا يرضى أن يحكمه إلا قيمٌ سالبة ضد دينه ومجتمعه، ويصر الغرب على أن نظامه في الحياة هو الذي يجب أن يسود في العالم كله.

وما لم تبتعد دوله عن هذا الأسلوب فسيظل ما بينها وبين دول العالم خلاف دائم وسينتصر العالم عليها.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: