ما اقترب أحد من الإخوان ونجا

منذ أيام الدراسة مراهقاً وشاباً، وأنا أشعر كلما التقيت بأحد يحمل أفكار الإخوان المسلمين ادّعاءً، إلا وأدركت أنه إنما جاء ليفسد عقول من حوله من إخوانه المواطنين، وكأنهم خلقوا لمهمة واحدة لاغير، هي إفساد عقول الناس، وزرع الفتن في نفوسهم، والتوق المتزايد لا للإصلاح أو الدعوة إلى الله كما يدعون، وإنما هو نشاط متزايد نحو الاستيلاء على الحكم، فهم لا يدعون إلى الإصلاح عناية بالخلق، بقدر ما يرغبون في أن يحكموا البلاد والعباد، وفي ظنهم السيئ أنهم الأقدر على ذلك، ومن عاشرهم عن قرب يعلم أنه حتى البارزون منهم لا يصلحون لذلك، فكلهم نهم في الحصول على الدنيا وما فيها من زينة، وقد عرفنا منهم رموزاً أخذوا من مُتَع الدنيا ما استطاعوا، سواء أكان ذلك حلالاً أم حراماً، فالرجل ينضم إلى جماعتهم فقيراً، ولا تمضي مدة يسيرة إلا ويظهر الثراء عليه، وهم اليوم علة اضطراب كثير من بلدان المسلمين، تسبَّبوا في اضطراب الحياة فيها، واستطاعوا بأساليب قذرة أن يفسدوا بين أهلها وحكامهم، سعياً لغايتهم التي لا غاية لهم سواها، أن يسيطروا على الحياة في البلاد وإفساد عقول العباد، هم قوم أضلهم الله على علم، طلبوا الدنيا وزعموا أن ذلك منهم حماية للدين، ومَنْ قَبِل دعوتهم آلَ أمرُه مهما كان يعيش في وطنه آمناً أن يُشرِّد نفسه باختيار منه، ويوجه النقد الجارح لأهله، مدّعياً أنه يريد الإصلاح للحياة فيه، وأول ما يفعله الخروج على الحكم المستقر في وطنه، وهو أسوأ من أن يستطيع التغيير في وطنه بما يصلح الحياة فيه، سوى بما كان قد زرعه جماعة الإخوان في رأسه من الأوهام. ومنذ دخول الإخوان بلادنا بعد هجرتهم القذرة من بلداننا العربية، التي ظهروا فيها أولاً، ونحن نرى من أحوالهم مع شبابنا عجباً، حتى إذا واظبوا على دروسهم واجتماعاتهم كانوا لإخوانهم المواطنين أعداء، وأخذت سهامهم تطيش، وهي بحمد الله أول ما تصيب من اقتنع منهم بدعوتهم، وقد رأينا من بعض من لو ابتعدوا عنهم لكان لهم في وطنهم شأن آخر، وهذه قصة الأخ جمال خاشجقي نموذج لذلك، فهو اليوم ضحية لأفكارهم القذرة، لم يُخرجه أحد من وطنهِ، وخرج باختياره، فأمّ دولاً هو أول مَن يعلم أحوالها، فأضاع نفسه وأساء إليها، ولعلَّه كُلِّف بما لم يستطع فعله، فما كان من جماعة الإخوان إلا إخفاءه في تلك الحادثة التي أثارت لغطاً كبيراً، وهم مشهورون بذلك، ولهم في التخلص ممن لم يطعهم بمؤامرات قذرة أسوأ النماذج. ردّه الله إلى أهله ووطنه سالماً، حتَّى ولو تحمَّل وزر فِعله، فهو ما نرجو، والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: