لا خيار للناجحين إلا مناهضة الفاشلين

إن الدول الفاشلة، التي لم تستطع رغم وفرة مواردها، أن تُغنِي شعبها، وأن تُنفق عليه بما يرفع من شأنه، ويزيد في عمرانه، ويجعل مظاهر الحضارة فيه عنوانه، لابد أن تكون حاقدة على الدول الناجحة، التي عكفت على إنفاق مواردها على بلادها، واستطاعت أن تُغنِي شعبها، بأن أنفقت ما يرفع من شأنه، فوفَّرت له التعليم، ووفَّرت له كل ما يحتاجه من الخدمات، ومن الوسائل الحديثة في مجالات الحياة، فإذا بشعبها يتجاوب معها، ويرسي له معالم حضارة تجعل كل مَن حوله يعجب بها وبتطورها، لكن الدول الفاشلة عندما ترى هذا كله، فماذا تصنع؟، ليس أمامها سوى أن تعمد إلى القدح فيها، وإيذائها ما أمكنها الإيذاء، لظنها أن هذا كله سيجعلها تفشل كما فشلت، وهي لا تعلم أن مَن يريد النجاح لا يُمكنه أن يفشل، ولو تكالب عليه جميع الفاشلين، فهؤلاء الذين ينفقون ثروات بلدانهم على أعداء الإنسانية وأعداء الله من الإرهابيين والمتطرفين، ويطلبون منهم إيذاء الدول الناجحة من حولهم، والتي تسعى لتطوير بلدانها وتحديثها، والإنفاق على مشروعات تقدُّمها بسخاء، فمثل هذا يجعل في قلوب الفاشلين حسرة على ما أدَّاه تصرُّفهم السيئ في موارد بلدانهم، حتى كادت تفتقر، كما أن تصرُّفهم في أموالٍ عظيمة في زمنٍ قصير على أوجه النشاط الإرهابي، الإجرامي، سوف يجعل كل الجماعات المتطرفة تأتي إلى بلدانهم، التي لا عمل لها سوى قتل البشر والقضاء على الحضارة والعمران، كالإخوان والقاعدة.. وغيرهما، والتي وفّرت لهم الوسائل المادية والمعنوية، لينشروا أفكارهم في شتى بقاع الأرض، فتصمت دول عن مثل هذا التصرف حتى ينالها من هؤلاء المجرمين أضرارًا فادحة، نحن واثقون من ذلك، وهذا ليس ببعيد، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تنشر إيران وقطر هذا الإرهاب فيما حولهما اليوم، وتُوفِّران لهذه الجماعات السلاح والإمدادات، حتَّى في دولٍ بعيدة عنهما، كاليمن ولبنان، وإن لم تنتبه دول الشرق الأوسط لهذا، فإنها ستجد نفسها قريبًا محاطة بهذه الجماعات الإرهابية، تُعيق الحياة في أقطارهم، بما تقوم به من مناوشات لجيوشهم ورجال أمنهم، وإن لم يستمعوا لنصيحتنا ويقفوا في وجه هذا الطوفان الإرهابي، ويطلبوا من دول العالم أن تمد أيديهم لها، فإنهم ولا شك سيصبحون لقمة سائغة لهؤلاء المجرمين.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: