الزعم أن في الإسلام إرهاب باطل

نقل أقوال تسيء إلى الإسلام أو لسيدي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وهي أقوال لتافهين لا يعلمون حقيقة الاسلام ولا يعرفونه علمياً، والتي يتورط فيها بعض من يزعمون أنهم دعاة انما هي في الحقيقة اشاعة لاقوال باطلة ما كان يجب تناقلها، ولا حتى الرد عليها فهي انما تصدر عن تافهين لا قيمة لهم، ونقلها عنهم اعطاء قيمة لهم لا يحلمون بها، والقول بأن استخدام القوة يسمى ارهابا لا يقول به إلا من لا يعرف الحقائق، فالقوة في حد ذاتها لا تحمل وصفاً وإذا استخدمت لاقامة الحق فهي مشروعة وإذا تستخدم لازالته فهي محرمة لا مذمومة فقط، والحكومات تستخدم العنف لانفاذ القوانين فيكون استخدامها لها مشروعاً، وتستخدمها لإرهاب المواطنين مثلا ليكفوا عن انتقادها فيكون محرماً أو محظوراً قانوناً وقول الله عز وجل: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) لا يعني تشريعاً للإرهاب كما يقول بعض الجاهلين، فالفهم المستقيم للآية انها أمر بامتلاك القوة الرادعة التي تمنع الاعداء أن تسول لهم انفسهم الاعتداء على المسلمين، ومبدأ الردع هذا مشروع عالميا، فامتلاك دولة لسلاح دمار شامل كالاسلحة الذرية لردع عدو يمتلك مثلها ان يعتدي عليها صنعته كثير من الدول، ولكنها لا تستخدمها لخطورة هذا الاستخدام عليها وعلى عدوها، وهنا يأتي الحديث عن الجهاد الذي هو في حقيقة الأمر قتال للعدو وفي كتاب الله امر به متعدد في كثير من آياته وهو في ديننا مشروع، كما ان للحرب قوانين في العالم كله، فأصل القتال لرد العدوان تتفق دول العالم على مشروعيته، ولا احد في العالم يصفه بالارهاب، أما المفاهيم المغلوطة للجهاد فقد تكون ارهاباً إذا مثلت عدوانا لا مبرر شرعي له، ولا غاية له سوى إرهاب الناس واثارة الرعب بينهم وقتلهم، والفروق واضحة، وأما أن يسمي أحد ما أمر الله به من امتلاك القوة للردع أو القتال لرد العدوان بانه ارهاب مشروع فهذا يبرر للآخرين ان ينسبوا للاسلام والمسلمين الارهاب، فجهل بعض المسلمين يورطه في اقوال في غير مصلحة الدين واهله، اما ان مصطلح الارهاب ليس له تعريف واضح متفق عليه حتى اليوم فلا يعني اننا لا ندرك ما هو الارهاب، وما اقرب الحرابة إليه وهي في صورها كلها تعنيه فارهاب الخلق بمعنى اثارة الرعب فيهم مع القتل إحدى صوره، وصورته الأخرى اثارة الرعب بغرض سرقة الاموال أو تخريبها، واحيانا يكون اثارة رعب دون قتل ولا سرقة، وكل هذا ارهاب ولكل صورة كما نعرف عقوبة تناسبه فالقتل عقوبته حداً قتل هذا الارهابي وصلبه، واستخدام السلاح للحصول على المال عقوبته قطع الأيدي والأرجل من خلاف، أما اثارة الرعب فالنفي من الأرض أي السجن، ولو طبقت هذه العقوبات لانتهى الإرهاب فهل نعي هذا هو ما أرجوه والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: